سورة طه - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (طه)


        


{إنَّ الساعة} القيامة {آتية أكاد أخفيها} أسترها للتَّهويل والتَّعظيم، و{أكادُ} صلةٌ {لتجزى} في ذلك اليوم {كل نفس بما تسعى} تعمل.
{فلا يصدنك} يمنعنَّك {عنها} عن الإِيمان بالسَّاعة {مَنْ لا يؤمن بها واتبع هواه} مراده {فتردى} فتهلك.
{وما تلك} وما التي {بيمينك} في يدك اليمنى؟ {قال هي عصاي أتوكأ عليها} أتحامل عليها عند المشي والإِعياء {وأهش} أخبط الورق عن الشَّجر {بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى} حاجاتٌ أخرى سوى التَّوَكُّؤِ والهشِّ.


{سنعيدها سيرتها الأولى} أَيْ: نردُّها عصاً كما كانت.
{واضمم يدك إلى جناحك} جناح الإِنسان: عضده إلى أصل إبطه، يريد: أدخلها تحت جناحك {تخرج بيضاء من غير سوء} برصٍ أو داءٍ {آية أخرى} لك سوى العصا.
{لنريك من آياتنا الكبرى} وكانت يده أكبر آياته.
{اذهب إلى فرعون إنه طغى} كفر بأنعمي، وتكبَّر عن عبادتي، فعند ذلك.
{قال} موسى: {رب اشرح لي صدري} وسِّعْ ولَيِّنْ لي قلبي بالإِيمان والنُّبوَّة.
{ويسِّر لي أمري} وسهِّلْ عليَّ ما أمرتني به من تبليغ الرِّسالة.


{واحلل} افتح {عقدة من لساني} وكانت في لسانه رُتَّة للجمرة التي وضعها على لسانه في صباه.
{يفقهوا قولي} كي يفهموا كلامي.
{واجعل لي وزيراً} معيناً {من أهلي} وهو،
{هارون}.
{اشدد به أزري} قوِّ به ظهري.
{وأشركه في أمري} اجعل ما أمرتني به من النُّبوَّة بيني وبينه.
{كي نسبحك} نصلِّي لك {كثيراً}.
{ونذكرك كثيراً} باللسان على كلِّ حالٍ.
{إنك كنت بنا بصيراً} عالماً، فاستجاب الله له، وقال تعالى: {قد أوتيت سؤلك يا موسى} أُعطيت مرادك، ثمَّ ذكر منَّته السالفة عليه بقوله تعالى: {ولقد مننا عليك مرَّة أخرى} قبل هذه، وهي: {إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى} أَيْ: ألهمناها ما يلهم الإِنسان من الصَّواب، وهو إلهام الله تعالى إيَّاها: {أن اقذفيه} اجعليه {في التابوت فاقذفيه} فاطرحيه {في اليم} يعني: نهر النِّيل.
{فليلقه اليمُّ بالساحل} فيردُّه الماء إلى الشَّطِّ {يأخذه عدوٌّ لي وعدوٌّ له} وهو فرعون {وألقيت عليك محبة مني} حتى لم يقتلك عدوُّك الذي أخذك من الماء، وهو أنَّه حبَّبه إلى الخلق كلِّهم، فلا يراه مؤمنٌ ولا كافرٌ إلاَّ أحبَّه. {ولتصنع} ولتربى وتغذَّى {على عيني} على محبَّتي ومرادي. يعني: إذ ردَّه إلى أُمِّه حتى غذته، وهو قوله: {إذ تمشي أختك} مُتعرِّفةً خبرك وما يكون من أمرك بعد الطَّرح في الماء {فتقول} لكم: {هل أدلُّكم على مَنْ يكفله} يرضعه ويضمُّه إليه، وذلك حين أبى موسى عليه السَّلام أن يقبل ثدي امرأةٍ، فلمَّا قالت لهم ذلك قالوا: نعم، فجاءت بالأُمِّ، فَدُفع إليها، فذلك قوله: {فرجعناك إلى أمك كي تقرَّ عينها} بلقائك وبقائك {ولا تحزن} على فقدك {وقتلت نفساً} يعني: القبطي الذي قتله {فنجيناك من الغم} من غمِّ أن تُقتل به {وفتناك فتوناً} اختبرناك اختباراً بأشياء قبل النَّبوَّة {فلبثت} مكثت {سنين في أهل مدين} عشر سنين في منزل شعيب {ثم جئت على قدر} على رأس أربعين سنة. وهو القدر الذي يوحى فيه إلى الأنبياء عليهم السَّلام.
{واصطنعتك لنفسي} اخترتك بالرِّسالة لكي تحبَّني وتقوم بأمري.
{اذهب أنت وأخوك بآياتي} يعني: بما أعطاهما من المعجزة {ولا تنيا} لا تَفتُرا.
{اذهبا إلى فرعون إنَّه طغى} علا وتكبَّر.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8